رسالة إلى العبيط

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 24-10-2012 م

يا أيها العبيط الذى أراد فى غفلة من الزمن أن يصبح بطلاً، اقرأ وتدبر هذه الرسالة، ففيها ما ينفعك، ولعل فيها ما قد يحميك من مصيرك المحتوم.  

إن أمثالك –يا سيادة العبيط– محكوم عليهم بالخسران المبين، وقد ارتقيت مرتقى صعباً، فأبشر بأن مصيرك الخازوق المتين، لأن مثلك يا صاحب بيت الزجاج سيكون من السهل الإيقاع به متلبساً بجرم مشهود، أو بواقعة فساد قديمة، أو بملف (سرى للغاية) يخرج من واحد من عشرات الآلاف من المظاليم الذين ظلمتهم، وهم جميعاً يحملون لك ثأرات لا يغسلها ماء البحر.  

فإذا صوّر لك الوهم، أو سوّلت لك نفسك، أو ضحك عليك بعض من يحدثونك من الخارج أنك صرت رمزا للدفاع عن (البتاع)، أو أنك صرت محصناً بمنصبك، فاعلم –أيها العبيط– أن منصبك إلى زوال، وأنك ستصلى ما تستحق قريباً، بل قريباً جداً، وحينها ستجد كل من وقفوا مصفقين محرضين مهللين..

ستجدهم جميعاً فى جحورهم، كأن على أبصارهم غشاوة، أو كأن فى آذانهم وقرا، أو كأنهم لم يقفوا بجوارك يوما يكيلون لك المديح، وستجدهم جميعا إما فى صمت مطبق، أو يتقربون إلى السادة الجدد بذمك وهجائك وإظهار مساوئك، ولا تستبعد أن يتطوعوا بالشهادة ضدك دون أن يطلب منهم أحد، عسى أن يغفر ذلك لهم.  

إياك أن تصدق أن ما فعلته بتحديك للشعب وإرادته الثورية يمكن أن يمر مرور الكرام، فكل من فى المحروسة يحمل لك احتقاراً ممزوجاً بالكره على تاريخ من الظلم كنت فيه رأس حربة، وغالبية من يناصرونك يفعلون ذلك نكاية فى الآخرين لا احتراماً لك، ولن يبكى عليك باك حين تقع، ووقوعك أمر محتوم كانهيار عقارات الإسكندرية المخالفة، أو كسقوط المخلوع الذى جاء بك.  

ستكثر السكاكين حين تقع، وحينها ستندم لأنك لم تقبل بالخروج الآمن (مؤقتاً)! ستقع فى كل حال، ولكن وقوعك بعد فعلتك الأخيرة سيكون عبرة لكل معتبر، وعبرتك لكل الفاسدين خلاصتها أنك إذا كنت فاسداً فاستتر، ولا تدخل معارك مفتوحة فى أرض مفتوحة، لأن القصف سيأتيك من كل اتجاه، براً وجواً وبحراً، ولن ينفعك حينها ندم أو تراجع. إن ملفات إدانتك فى الأجهزة الرقابية أثقل من حمل بعير، ولو حملت لصارت قافلة تمتد من شارع 26 يوليو بوسط البلد إلى قصر الاتحادية بمصر الجديدة، لذلك.. أبشر بنهاية لا مثيل لها.. قريباً..!  

استمتع بإجازة العيد أيها العبيط، فمن يدرى، فقد يكون ذلك آخر عيد لك خارج السجن!

المقال السابق
Video featured image

قصيدة ( رثاء امرأة لا تموت ) للشاعر عبدالرحمن يوسف

المقال التالي

أَغَواتٌ وخَوْذَاتٌ

منشورات ذات صلة
Total
0
Share