دور شطرنج

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 8-5-2012 


م يقول البعض: (كلنا كومبارس)! وما فيش فايدة، وليس فى الإمكان أفضل مما كان، وسلم لى على الانتخابات، وكل الأمور مجهزة و(مطبوخة) سلفاً، وليس مطلوباً منا سوى أن نضفى اللمسات الإخراجية اللازمة على مشهد (العرس الديمقراطى) المزعوم، وكل من يشارك فى هذه المساخر فهو أحد رجلين، إما متواطئ وإما ساذج لا يعرف أبعاد المؤامرة التى تحياها مصر. 

كثر الكلام عن المؤامرات، وكثر الكلام عن أن المجلس العسكرى قد طبخ الطبخة، وأعد العدة، وسوف يقوم بتفصيل وتطريز الرئيس الذى يحقق للمؤسسة العسكرية ما تريده، وليذهب الشعب إلى الجحيم. 

كثر الكلام عن أن كل شىء مرتب، ولن نستطيع أن نغير أى شىء، وأقصى ما نستطيعه أن نقاطع كل المنظومة الرسمية لكى لا نعطيها الشرعية التى تمنحها الحجية فى وجوهنا قبل أن تمنحها الشرعية فى تمثيل المصريين فى العالم كله. 

لكل هؤلاء أقول إننا نلعب (دور شطرنج)، ولا يوجد لاعب فى تاريخ لعبة الشطرنج يعرف كل ردود أفعال خصمه، ويعرف ما سوف يفعله من أول حركة إلى آخر حركة فى اللعبة. 


لقد مررنا بمراحل كانت فيها الثورة فى موقف (كش ملك)، ومررنا كذلك بمراحل كان فيها خصمنا فى نفس الوضع، بل إننا – إذا كنتم تذكرون – قد كسبنا دورا مهما يوم 11/2/2011، وأكلنا الفيل والطابية والوزير ثم الملك!!! 

بعض الناس لا يريد أن يدرك كم نحن أقوياء، وأن الكرة ما زالت فى الملعب، وأنه لا توجد قوة فى الدنيا تستطيع أن تزور الانتخابات، ولكنه يفضل الحل السهل، فلنقاطع الانتخابات، وليذهب المجلس العسكرى بالبلد إلى حيث يريد. 

المشكلة أن بعض هؤلاء الإخوة الأفاضل يريدون إقناعى بأننى مخطئ فى عملى على الأرض فى الانتخابات الرئاسية مع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ويريدون إقناعى بأن المقاطعة هى الحل، وأنه مافيش فايدة. 

وأنا بمنتهى البساطة أقول لكل هؤلاء الإخوة المحترمين: لقد قيل لى هذا الكلام آلاف المرات فى عهد مبارك، وكنت أقف وحيداً مع عدة أفراد على سلم نقابة الصحفيين مؤمناً بأن التغيير سيحدث، ولم يكن يقف معنا فى تلك اللحظات سوى بضع عشرات من المصريين، كل ذلك حدث ولم أتراجع عن عملى من أجل التغيير، ولم أصدق أنه لا فائدة ولا جدوى من العمل، بالرغم من عدم وجود أى بشارة أو إشارة، فكيف تريدون منى اليوم أن أصدقكم بعد أن قامت ثورة عظيمة فى هذا البلد العظيم، بتجاوب من هذا الشعب العظيم؟ سنغير مصر بالعمل على الأرض، وسنخوض تحدى الإصلاح، ولن نتراجع، وسننتصر بإذن الله..!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

كلمة حق من نوع آخر

المقال التالي
Video featured image

عبدالرحمن يوسف والدكتور صلاح عبدالله بساقية الصاوي

منشورات ذات صلة
Total
0
Share