دعاء حاج لم يبلغ عرفات!

المقال منشور بموقع مصر العربية بتاريخ 1-10-2014 م

هذه قصة أخرى لمحاولة أخرى لبلوغ بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، فصل جديد لحجتي الأولى، حجة الإسلام التي لم يكتبها الله لي حتى الآن.

في العام الماضي منعتني قوانين المملكة من بلوغ بيت الله الحرام، والتزمت، ولم أقبل أن أزور دولة دون الخضوع الكامل لقوانينها، ومن يرغب في الاطلاع على ما حدث فهذا رابط القصة كما رويتها العام الماضي في مقالة بعنوان :

(حج بلا شعائر
 

أما هذا العام… فقصتي يشيب لهولها الولدان، وهذا سردها باختصار.

شاء الله العلي القدير أن أتقدم إلى القرعة التي تجريها الحكومة المصرية للمواطنين الراغبين في الحج، وشاءت إرادته سبحانه أن يكون رقمي القومي ضمن الفائزين الذين سيذهبون لأداء المناسك.

ولكن … شاءت آلهة الأرض (أجهزة الأمن وقاضي التحقيقات) أن يصدوني عن البيت الحرام.

فقد صدر أمر قضائي مبهم، بلا حجة ولا دليل بمنعي من السفر، وكان ذلك في يناير (2014)، في قضية لا علاقة لي بها (يسمونها قضية إهانة القضاء)، وهي جنحة لا معنى لمنع المتهمين فيها من السفر أصلا، وهذه القضية أنا فيها المتهم الوحيد الذي لم يتم التحقيق معه من الأساس، كل ذلك وقف عائقا دون إتمام حجتي.

تقدمت للقرعة عن طريق شركة سياحية يملكها صديق عزيز، وظهر اسمي ضمن الفائزين فيها، فأوقفت وزارة الداخلية جميع تأشيرات هذه الشركة، ووقف مندوبها يشحذ حقه أمام السفارة السعودية أياما وأياما، وفي النهاية استُدْعِيَ مندوب الشركة ووجهت له تهمة سخيفة هي (التواطؤ لتهريبي خارج البلاد) !!!

هل يحق لي أن أسأل سفير المملكة العربية السعودية عن جواز سفري؟ لقد سلمت جواز سفري لسفارة دولة مستقلة اسمها (المملكة العربية السعودية)، فكيف وصل لوزراة الداخلية المصرية؟

تم الإفراج عن مندوب الشركة، وتم حل الموضوع مع صاحب الشركة، واستولى السادة في وزارة الداخلية على جوازسفري، وهذا ليس من حقهم قانونا، فالممنوعون من السفر لا يحق لأحد مصادرة جوازات سفرهم، ولكننا في دولة تحكمها الأهواء لا القانون والدستور.

حين منعت من السفر في يناير الماضي هاتفني في اليوم نفسه وبعد عدة ساعات من نشر خبر المنع اللواء أبوبكر عبد الكريم (مدير قطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية)، وقال لي بالحرف الواحد \”وزير الداخلية يبلغ حضرتك أسفه على الموقف الذي حدث اليوم في مطار القاهرة، ويؤكد لحضرتك أنه لا علاقة لوزراة الداخلية بتوقيفك في المطار بأي شكل من الأشكال، وزارة الداخلية بريئة تماما من هذا التصرف، نحن ننفذ ما جاءنا من قاضي التحقيقات\” !

اليوم … وزارة الداخلية تصادر جواز سفري، وتتهمني بأنني أحاول الهروب من مصر، وتحقق مع موظف بسيط يعمل في شركة سياحة عملها أن تيسر للناس الحج، فما أخبار قطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية؟

وأنا أريد أن أؤكد للسادة في وزارة الداخلية (ولكل الأجهزة الأمنية والسيادية) أنني لن أترك مصر، إياكم أن تحلموا بذلك، امنعوني من السفر، أو ارفعوا المنع، النتيجة واحدة، سأعيش في مصر، وسأموت فيها بإذن الله تعالى، بالبلدي (قاعد على قلبكم)، ولا فرق عندي بين المقام في بيتي أو في المعتقل، لا أتمنى السجن، ولكني لا أهابه، ولن أهرب منه.

لم يكن ضمن خططي الشخصية أن أغادر مصر أبداً، وبكل تاكيد لن أتركها بعد أن صارت قوب قوسين أو أدنى من النصر!

لن يتخلى شعب مصر عن حلمه بعد أن كاد أن يلمسه بيديه، قبل أن يسرق بعضهم هذا الحلم، ولن يسمح جيل الثورة لأحد أن يقنعه زوراً بأن حلمه صعب المنال !!

سيزول سلطانكم يا من تظنون أنكم آلهة من دون الله في الأرض !

وهذا دعائي لك يا رب بعد أن صدني هذا النظام المستبد عن بيتك الحرام :

اللهم إن عبدك الظالم المستبد عبدالفتاح السيسي قد منعني من الحج، وصَدَّني عن بيتك الحرام … اللهم اخزه في الدنيا والآخرة، وعذبه في الدنيا والآخرة، وافضحه في الدنيا والآخرة.

اللهم مُدَّ في عمره لكي يذوق العذاب، واختم على بصره وبصيرته فلا يدرك المتاب، وأدخله الدرك الأسفل من النار يوم الحساب.

اللهم إن عبدك الظالم المستبد محمد إبراهيم قد منعني من الحج، وصَدَّني عن بيتك الحرام … اللهم أذقه من الكأس التي أذاق منها المساجين المعذبين، وأرنا فيه يوما تقر به أعين المظلومين، ولا تكتب له توبة في التائبين.

اللهم إن عبدك المستشار ثروت حماد قد أخطأ خطأ مهنيا جسيما وظلمني، ومنعني من السفر دون تحقيق أو تدقيق، ودون تحر أو توثيق … اللهم إن كان ما فعله ظلما فبَيِّضِ اللهم وَجْهَهُ، وأَعْلِ اللهم كَعْبَهُ !!!

اللهم إني قد نويت أن أحج بيتك الحرام وأنت إله الأرض والسماء، فمنعني من يظنون أنفسهم آلهة في الأرض من دونك … اللهم عذبهم كما وعدت في كتابك الكريم حين قلت : \”وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ\” !

اللهم اخز كل من منع عبادك من الصلاة والصيام والحج والصدقة، اللهم أرنا فيهم يوما يفرح به عبادك الأبرار، ويخسأ فيه الفجار.

اللهم اكتب لي أجر هذه الحجة بما نويت، ويسر لي حجة أخرى بعد أن تتحرر مصر من حكم شرار الخلق.

اللهم اصْلِ سائر من أغلق المساجد وأَحْرَقَهَا نارًا تَلَظَّى، وأَدْخِلْ سائرَ الشهداء الذين ناضلوا من أجل الحرية عليين.

اللهم إِنَّا مغلوبون فانتصر …

اللهم نصرك الذي وعدت !
اللهم نصرك الذي وعدت !
اللهم نصرك الذي وعدت !

للتعليق على المقال بموقع مصر العربية 

المقال السابق

هل يمكن أن تكون مخبرا من أجل وطنك؟

المقال التالي

في هذا العيد

منشورات ذات صلة
Total
0
Share