حول اعتقال أحمد ماهر

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 14-5-2013

كنت ضمن من استنكر الأمرين، استنكرت اعتقاله وكأنه مجرم هارب، واستنكرت سلوك الشماتة الذى كان واضحا على مواقع التواصل الاجتماعى. بعض الإخوة من الاتجاه الإسلامى برؤوا النائب العام من مسؤولية القبض على ماهر، «وبالتالى برؤوا من عَيَّنَهُ». ولكن كلامهم – للأسف – غير صحيح، لأن المسألة ليست مجرد من الذى أصدر أمر القبض، ولكنه مزيج من تواطؤ جزء من القضاء، مع أجهزة وزارة الداخلية التى بذلت جهدا كبيرا فى رصد تحركات ماهر، وقدمت كل هذه المعلومات على طبق من ذهب إلى من يريد لكى يتم القبض على الرجل بهذه الطريقة المهينة.

أحمد ماهر يدفع ثمن تنظيم شباب 6 إبريل لتظاهرة أمام منزل وزير الداخلية ورفعت فيها الملابس الداخلية! أنا شخصيا لم أكن سعيدا بهذه التظاهرة، ولكن مجرد التفكير فى مواجهة ذلك بالقمع يعنى أننا أمام سلطة حمقاء، وأننا أمام وزير داخلية يتجاوز حدوده بشكل لا يبشر بالخير. الرئيس المخلوع مبارك تعود أن يرسل لنا جنوده متجهمين لكى يعتقلونا ويقمعونا، واليوم يظن وزير الداخلية أننا سنوافق على القمع إذا أرسل جنوده لنا مبتسمين.

هناك خلل فى إدراك السياسيين لمهمة الأمن، فبعض فصائل الإسلام السياسى اليوم على استعداد أيضا لقبول القمع إذا كان الضباط ملتحين! القمع هو القمع، سنرفضه أيا كان، ومهما حاولتم تمريره ستكون نتيجته على رؤوسكم، والكلام موجه لكل من هو فى السلطة اليوم أو غدا أو بعد غد. فى نهاية سجالات اليوم، قال لى بعض أصحاب النوايا الطيبة، هل تقبل أن أقوم بمظاهرة بالملابس الداخلية أمام منزلك؟ وجوابى: تأكد أننى سأكون أول من يدافع عنك إذا اعتقلت أو أوذيت بسبب تظاهرتك أمام منزلى. والملابس الداخلية خير من تغول الداخلية!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..

المقال السابق

الليمون جزء من الديمقراطية

المقال التالي

القمح لا يغفر القمع

منشورات ذات صلة
Total
0
Share