حوار مع عبدالرحمن يوسف بملحق جريدة الأهرام 2-11-2012 م

ملحق جريدة الأهرام 2/11/2012 م : امرأة في حياتي عبد الرحمن يوسف‏:‏ عزل النساء فهم متخلف لنصوص الشريعة حوار : ماجي الحكيم 

  يقول الشاعر عبدالرحمن يوسف في قصيدته رثاء امرأة لا تموت‏:‏ بربك يا من عقل أهل يتساوي‏…‏ ؟ نساء بصبر الجمل وشبه رجال بطبع ابن آوي‏…‏ ؟ ويقول أيضا في نفس القصيدة‏:‏ فؤادي أمام الجميع اعترف‏…‏ بأن الأنوثة فخر إذا اقترنت بالشرف‏…‏ وأن الذكورة سم إذا مزجت بالصلف‏..!‏

هذه القصيدة كانت مدخلنا للحوار مع شاعر من أبرز شعراء جيله‏:‏ قصيدة رثاء امرأة لا تموت تعد شهادة إنصاف للمرأة منذ قديم الزمن في مواجهة استبداد ذكوري في مجتمعنا الشرقي‏..‏ أي نوع من الظلم تراه وقع علي المرأة من ذكورية المجتمع؟ ظلم المرأة في المجتمعات العربية قديم‏,‏ يعود إلي ما قبل الإسلام‏,‏ ثم أنصفها الإسلام‏,‏ ولكن ظلت العادات والتقاليد الجاهلية تظلمها‏,‏ وبرغم كونها عادات جاهلية ظالمة إلا أن البعض ألصقها بالإسلام زورا‏..‏ وظلم المرأة قديم في كل الحضارات‏,‏ والعرب بفضل الإسلام تحرروا وحرروا المرأة قبل غيرهم‏,‏ ولكن بسبب الابتعاد عن صحيح الدين ظلمت المرأة العربية‏..‏ النساء شقائق الرجال‏,‏ كما قال عليه الصلاة والسلام‏,‏ ومجتمع الصحابة كان مجتمعا‏(‏ مختلطا‏)‏ باحترام‏,‏ ولم يعرف الفصل بين الرجال والنساء في تفاصيل الحياة‏,‏ وبرغم ذلك نجد اليوم من يريد عزل النساء عن الرجال باسم الدين‏,‏ وهو فهم متخلف لنصوص الشريعة‏,‏ وهي بريئة منه‏.‏

قصيدتي تجربة ذاتية في أساسها‏,‏ فهي قصيدة كتبتها في رثاء أمي رحمها الله‏,‏ ولكنها في نهاية الأمر رثاء لكل النساء في مجتمعنا الشرقي‏.‏ ‏-‏ ما هو سلاحك لرفع هذا الظلم عن النساء ؟ أمثالي لا يملكون سلاحا سوي الكلمة‏!‏ بها واجهنا الحكام الطغاة‏,‏ وبها نواجه الجماهير إذا طغت أيضا‏,‏ ولعل معركة مواجهة الجماهير تكون أشد فتكا من مواجهة الحكام‏.‏ ‏

-‏ كيف تري دور المرأة المصرية في ثورة‏25‏ يناير؟ وبم تفسر عدم حصولها علي أي مكتسبات ؟ المرأة حصلت علي كثير من المكتسبات‏,‏ كثير منها بنضال نسوي‏,‏ وبعضها بقرارات فوقية من‏(‏ السيدة الأولي‏),‏ وأنا ألاحظ أن المكتسبات التي جاءت بنضال المرأة تبقي‏,‏ أما المكتسبات التي نزلت من عل فلم تسبب إلا مزيدا من الضغائن بين الرجال والنساء في المجتمع الواحد‏,‏ لذلك أحب أن أؤكد ضرورة أن تعمل المرأة لنيل حقوقها‏,‏ إذ قد ثبت بالبرهان أنه لا أحد يمن علي أحد بحقوقه‏,‏ بل تنتزع الحقوق انتزاعا‏.‏

‏-‏ ما تعليقك علي محاولات سلب المرأة المزيد من حقوقها ؟ المرأة أذكي من الرجل‏..‏ والرجل إذا تلبسه غرور القوة الجسدية‏,‏ فإن ذلك لن يمنع كيد الأنثي من أن يفعل فعله لكي تستمر الحياة بعدل‏,‏ لذلك سوف تتحايل حواء علي أي محاولة ذكورية لحرمانها من حقوقها‏,‏ وقد قلت في قصيدتي‏:‏ أيا كل مدفونة في البيوت بتهمة نقص العقول اصطبارا فبعض عقول النساء تدير أمور الذكور وبعض الذكور حمار‏…‏ أيا كل مضروبة لا بكاء فذنب الأنوثة فخر وبعض الذكورة عار‏…!‏ ‏

-‏ كيف تري مستقبل المرأة في ظل هيمنة تيار الإسلام السياسي علي السلطة؟ ما زلت متفائلا بمستقبل مصر‏,‏ وبمستقبل المرأة المصرية‏,‏ أيا كان الحاكم‏,‏ أقول إني متفائل ليس ثقة في أي سلطة‏,‏ بل ثقة في هذا الشعب العظيم‏,‏ وثقة في المصريات اللائي نزلن إلي الساحات والميادين من أجل هذا البلد‏..‏ أنا أثق في هؤلاء‏,‏ وأثق أولا في الله سبحانه وتعالي الذي وعد بانتصار الخير علي الشر دائما‏.‏

  رابط الحوار على موقع الأهرام

المقال السابق

أَغَواتٌ وخَوْذَاتٌ

المقال التالي

الزعامة الروحية والسياسية للكنيسة

منشورات ذات صلة
Total
0
Share