الناخب أذكى من المرشح

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 16-5-2012 م 

بعضنا قلق من نتائج الانتخابات الرئاسية، ومن أهم أسباب القلق تدفق المال السياسى للعبث بإرادة الناخبين، فهناك مرشحون «معروفون» يحاولون شراء رؤوس القبائل ومشايخ وعمد البلدات، ويحاولون التأثير بالمال على قادة الرأى العام المحلى فى محافظات مصر، مستغلين الفقر المدقع، والأزمة الاقتصادية التى صنعت خصيصا من أجل تسهيل مهمتهم فى القضاء على مكتسبات ثورة يناير.    


هؤلاء يظنون أن زمن شراء الذمم ما زال مستمرا، وأنهم سيشترون أصوات الناس بهذه الطريقة «القديمة»، وهم لا يعرفون أن سلوك الناخب المصرى قد تغير وتطور، فأصبح كثير الناخبين لا يخضعون لأوامر من شيخ قبيلة أو كبير عائلة.    

أمامنا ملايين الشباب الذين أصبحوا يتصرفون خارج إطار هذه التربيطات، وأمامنا مئات الآلاف من الشباب الذين يعملون فى إطار حملات توعية ضد توجيه الأصوات بالطرق القديمة، وقد آتت كل هذه التحركات أكلها فى انتخابات مجلس الشعب، فكانت النتائج فى غير صالح الفلول الذين لا يجيدون من لعبة السياسة سوى القذارة.    


لقد صدم فلول النظام من نتائج الانتخابات البرلمانية، ففشلوا فشلا ذريعا بعد أن أنفقوا مئات الملايين، وسوف تكون مفاجأتهم فى انتخابات الرئاسة أكبر، لأن الناس ما عادت تقبل أن تساق كالقطيع إلى الصناديق.   


صحيح أنهم سيحققون بعض النتائج باستغلال بعض العجائز والسيدات خصوصا ممن لا يحسنون القراءة، ولكن ذلك لن يغير من نتيجة الانتخابات التى ستظهر واضحة، وهى أن الشعب قد أفاق، وأنه يعرف المصلح من المفسد.    


منظومة الانتخابات فيها عشرات الأخطاء، ويجب تصحيحها جميعا، ولكن الناخب المصرى سيصحح جزءا كبيرا من هذه الأخطاء بنفسه، تماما كما فعل فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى منذ شهور قليلة.   


إن منصب رئيس الجمهورية منصب رفيع فى نظر المصريين، ولن يتعاملوا معه أبدا باستهتار، وسوف ينتخب المصريون الأصلح والأكفأ بإذن الله، ولن يؤثر فى اختيارهم أشولة المال، أو كراتين الزيت والسكر، وسنرى ذلك بأعيننا خلال أيام بإذن الله..   

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

جمهورية الخوف.. وجمهورية الحب «2»

المقال التالي

أسوأ مشاهد العمر

منشورات ذات صلة
Total
0
Share