المخرج !

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 29-11-2012 م 


ما المخرج من الورطة التى وضعنا فيها الرئيس محمد مرسى؟ هناك عدة اقتراحات، أسوأها أن يجرى استفتاء على الإعلان الدستورى نفسه، وهو أمر سيزيد الأزمة اشتعالا. هناك اقتراحات تنادى بإحياء دستور 71 مع بعض التعديلات التى تجعله صالحا «للاستعمال الآدمى»، على أن يكون ذلك لمدة خمس سنوات يكتب خلالها الدستور، وهو اقتراح يعيبه أن دستور 71 نفسه دستور معيب. 


هناك تصور قدمه الدكتور سيف عبدالفتاح مستشار الرئيس، خلاصته إعلان دستورى يشتمل على المادتين الأولى والثالثة المتفق عليهما، وخطة للاستفتاء على المؤسسات السياسية وعودتها إلى العمل للقيام بمهامها، وتحصينها تحصينا مجتمعيا وشعبيا «مجلس الشعب، مجلس الشورى، الجمعية التأسيسية» وهو ما يعنى أن هذا التحصين الشعبى هو الذى يمنع الفراغ السياسى والمؤسسى. بالإضافة إلى خطة لإصلاح المؤسسات المنتخبة وتوازن التمثيل فيها، بما يحقق توافقا مجتمعيا فى مجلس الشورى والجمعية التأسيسية، ثم بدء حوار جدى ومستدام حول مستقبل بناء دولة مصر الثورة. وهى مبادرة لها إيجابياتها، وفيها الكثير من البنود التى تنظر إلى الأمام بحيث لا تتكرر أى أحداث كالتى حدثت فى ذكرى محمد محمود. المبادرة التى أراها أفضل ما طرح حتى الآن هى مبادرة حزب مصر القوية.


تشمل المبادرة مجموعة من الالتزامات، أولها التزامات على مؤسسة الرئاسة: 

1 – يقوم رئيس الجمهورية بإلغاء الإعلان الدستورى المعلن عنه فى 22 نوفمبر ما عدا مادتى إبعاد النائب العام، وإعادة المحاكمات. 

2 – تعديل المادة الخاصة بتعيين النائب العام، بحيث توضع معايير محددة لتولى منصب النائب العام وأن يرشحه مجلس القضاء الأعلى وتصديق من رئيس الجمهورية. 

3 – الوقف الفورى من وزارة الداخلية لممارسات قمع المتظاهرين، أو الاعتداء عليهم، أو القبض عليهم بغير وجه حق بما ينافى القانون وقواعد حقوق الإنسان. 

4 – إعادة هيكلة وزارة الداخلية، واستبعاد كل الضباط المتورطين فى انتهاك حقوق الإنسان. 

5 – الدعوة إلى حوار وطنى جاد للتوافق حول الجمعية التأسيسية والدستور. وهناك التزامات تلتزم بها جميع القوى السياسية: 

1 – وقف كل مظاهر التصعيد والحشد على الأرض من كل الأطراف بعد موافقة مؤسسة الرئاسة على المبادرة. 

2 – الرفض الصريح لتدخل القوات المسلحة فى الشأن السياسى، هذه المبادرة سوف تهدئ الأجواء، وسوف تلغى الإعلان الدستورى، وسوف تضمن أن لا تسفك مزيد من الدماء. ومن خلال الحوار الوطنى يتم الاتفاق على سلم للأولويات الوطنية يقوم الرئيس بتنفيذه فى الفترة القصيرة التى تبقت له، وتأكدوا أن ما تبقى للرئيس قليل! عاشت مصر للمصريين وبالمصريين…

المقال السابق

الثلاثاء الأسود.. أم الأبيض؟

المقال التالي

لهذه الأسباب نسىء الظن

منشورات ذات صلة
Total
0
Share