الطريق إلى الحكم

هذا الطريق الطويل يريد البعض أن يختصره بقفزة فى الهواء، وكأن هناك طريقا مختصرا للقصر، «شورت كات يعنى!»، وكأن الوصول للقصر بدون المرور بهذه المراحل سوف يؤدى إلى شىء آخر سوى الفشل. هذا الطريق يفهم من يسير فيه طبيعة مشاكل الدولة التى يريد أن يحكمها أولا، ثم يحقق فيه نجاحات نسبية أو كبيرة، وهذه النجاحات تؤدى إلى تزايد شعبيته بين الناس، وبالتالى يصبح مؤهلا للحكم، أعنى بعد أن حقق بعض النجاحات، وبعد أن أصبح له رصيد ما عند الأمة.

فى عهد الرئيس المخلوع كان هذا الطريق مسدودا، مغلقا لأجل غير مسمى، ثم اقتحمه شهداء ثورة يناير، ففتح بأجسادهم، وبعيون المصابين، وببذل المعتصمين فى الميادين، وأصبح الطريق مفتوحا ليسير فيه السائرون. هذا الطريق فيه مطبات، وفيه حفر، ولكنه مفتوح، ومن ينكر ذلك فهو شخص كسول، أو لا يملك الهمة والجرأة لكى يسير فى هذا الطريق. الحكم غاية عند من يمارس السياسة بلا ضابط أخلاقى، وهو وسيلة، عند من يمارس السياسة وفق غايات وطنية الغاية فيها لا تبرر الوسيلة. مصر اليوم تريد مجموعة من الشباب المخلصين لكى يسيروا فى هذا الطريق الطويل، وأن يبدأوا ذلك الآن، لكى يصلوا بعد عدة سنوات من العمل لكى ينقذوا مصر من معارك العجائز، ومصائب العجزة.


المطلوب من جيل الشباب أن يقتحم العقبة، تماما كما اقتحمها بالوقوف أمام الرصاص الحى، والمدرعات العمياء. أما الذين يهربون من هذا الطريق، فهم كمن يستغرب عدم اقتراب النحل من باقة من ورود بلاستيكية! خير ختام، ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى: أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا/ وَفازَ بِالحَقِّ مَن لَمْ يَألُهُ طَلَبَا
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين…

المقال السابق

لماذا لا يُقال وزير الداخلية؟

المقال التالي

تعليقات على مقالة الأسبوع الماضى

منشورات ذات صلة
Total
0
Share