الجنرال بينوشيه

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 4-8-2012 م 

كنت قد تحدثت منذ أيام قليلة عن الرئيس التشيلى «سيلفادور إلليندى» أول رئيس منتخب فى أمريكا اللاتينية حكم من عام 1970 إلى 1973، وخلال المقالة تحدثت عن الجنرال «بينوشيه» الذى قام بالانقلاب العسكرى الذى أطاح بإلليندى، وطالبنى بعض القراء أن أكمل القصة، بأن أحكى قصة الجنرال بينوشيه، وها أنا أستجيب. 


هو «أوغستو بينوشيه»، ولد فى 25 نوفمبر 1915، وتوفى فى 10 ديسمبر 2006.. قصته مليئة بالدم، فهو المتهم بقتل الرئيس التشيلى المنتخب «سيلفادور إلليندى» إثر الانقلاب العسكرى الذى قاده فى 11 سبتمبر 1973 بعد أن عينه الرئيس «إلليندى» كقائد عام للقوات المسلحة قبل ذلك بأسبوعين، وهو المتهم بقتل آلاف من الشعب التشيلى، ومتهم بقضايا اغتيال سياسى، وتعذيب فى السجون، وهو المسؤول عن آلاف المختفين خلال فترة حكمه، كما أنه متهم فى قضايا فساد مالى، وقد اكتشفت له حسابات مصرفية سرية فى سويسرا.. كان باختصار رجلا من رجالات الولايات المتحدة الأمريكية ومخابراتها فى أمريكا اللاتينية، وكان ولاؤه لأمريكا هو سبب بقائه فى الحكم، وحين قام بانقلابه حاصر القصر الجمهورى بالدبابات، وقتل الرئيس، وعلق الدستور، وأعلن مجلسا عسكريا حاكما للبلاد. 

فى عام 1980 أُقر دستورٌ جديد للبلاد، وحاول بعدها «بينوشيه» أن يصبح رئيسا مدى الحياة، ولكنه عجز، فقد رفض البرلمان هذا الأمر فى عام 1988، وعلى إثر ذلك جاء رئيس منتخب هو «باتريسيو أيولين»، وأصبح «بينوشيه» قائدا للجيش عام 1990. 

كان يظن أنه يستطيع أن يحمى نفسه، وأن نفوذه سيظل للأبد، ولكن ما حدث أنه أجبر على ترك موقعه فى قيادة الجيش عام 1998، وأصبح عضوا فى مجلس الشيوخ. 

حركات المعارضة العمالية كانت حجر الأساس فى الإطاحة به، فقد بدأت فى أوائل الثمانينيات واستمرت حتى سقط الجنرال، فى عام 2002 أصبح مطاردا من ضحاياه، فاضطر للهرب إلى بريطانيا للعلاج، وبينما كان هناك اعتقل بتفويض قضائى أصدره قاض إسبانى، وبقى قيد الإقامة الجبرية لأكثر من سنة، ثم أطلق سراحه لأسباب طبية، وعاد إلى تشيلى وطرد من مجلس الشيوخ بعد قرار من المحكمة لأنه يعانى من خرف الشيخوخة، بعد أن أصبح أعزل، وفى مايو 2004 حكمت محكمة تشيلى العليا بناء على تصرفاته بأنه قادر على الصمود فى محاكمة، وبدأت محاكمته فى ديسمبر من العام نفسه لتهم تتعلق بحقوق الإنسان. 

كان فى آخر حياته ذليلا، على كرسى متحرك، مريضا، تصحبه اللعنات حيث حل أو رحل، لا يستطيع إلا أن يختفى عن الأنظار، حتى رحل فى 10 ديسمبر 2006، فامتلأت الميادين بالمحتفلين! خلاصة القصة.. لا أحد يستطيع أن يهرب من حساب الشعوب.

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق

المسيحى المصرى والمسلم الإندونيسى

المقال التالي

الثورة السورية إلى أين؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share