الأمـة أولا

 كنت قد كتبت فى هذه الزاوية فى يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2011، مقالة بعنوان (أخطار تهدد الثورة)، وذكرت أن أولها: حرب عسكرية. 


وقلت فى مقالتى بالنص: (لابد ألا نستبعد هذا الأمر، لأن مصر أهم من أن تترك لإدارة شؤونها بدون تدخل خارجى، وهذا الاحتمال يمكن أن نمنعه بالحكمة، من خلال عدم الانجرار وراء الاستفزازات التى قد تحدث خلال الفترة القادمة لتوريط مصر فى أى عمل عسكرى، على أن يتم ذلك بدون أى تنازل يقدم فى مجال أمننا القومى، وواجباتنا الوطنية الإقليمية والدولية). 

ليس ذلك ضربا للودع، وليس تنجيما، بل هو أمر متوقع، ودائما ما تخوض الثورات تحديات من هذا النوع. 

وأنا ما زلت عند رأيى، فالحرب مع إسرائيل يجب تجنبها فى هذه اللحظة، وهى فى صالح إسرائيل، وليست فى صالحنا، وتجنبها يكون بالحكمة، وليس بالتنازلات. 


الحرب فى هذا التوقيت ستخدم العدو، وستضر مصر، ونحن – فى هذه اللحظة – لا ينبغى أن نتورط فى أى مغامرة عسكرية، لأننا سنخوضها بعقلية كامب ديفيد، وبشروط كامب ديفيد. 


لو دخلنا حربا الآن سنخوضها وفق موازين القوى الحالية، والتصرف الصحيح أن نخوض الحرب بعد أن نعدل هذه الموازين. 


التصرف الصحيح الآن، أن نبدأ بتعديل موازين القوى، وذلك من خلال ردود أفعال منظمة، تؤدى إلى تعديل أو حتى إلغاء اتفاقية كامب ديفيد. 


ومن أهم أضرار خوض حرب فى هذه اللحظة، أنها ستشل عملية التحول الديمقراطى، وستضع الناس جميعا أمام اختيارات محددة، فهم إما أن يقفوا صفا واحدا خلف السادة فى المجلس العسكرى، وإما أن يكونوا خارجين عن الإجماع الوطنى. 


ولست بحاجة لتوضيح أن إجراء انتخابات فى ظل الحرب سيكون أمرا شبه مستحيل فى نظر من يدير مصر حاليا، وسيكون من العبث محاولة إقناع الحاكم بأن الانتخابات يمكن أن تجرى فى حالة الحرب، وهو لا يريد إجراءها فى حالة السلم!

رابط المقال على موقع اليوم السابع

المقال السابق
Video featured image

قصيدة ( قصاص ) للشاعر عبدالرحمن يوسف

المقال التالي

من هو الملياردير العمانى عمر الزواوى؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share