اعترافات

المقال منشور بجريدة اليوم السابع 4-9-2013 م

بلغت صفاقة البعض أنه يطالب الآن بمحاسبة من أشعلوا ثورة يناير ضد المخلوع مبارك، وأنا اليوم أعيد نشر هذه المقالة التى نشرتها فى هذه الزاوية فى الثانى من أكتوبر عام 2011، وذلك لكى يلزم كلٌ حده، ولكى يعرف الناس جميعاً أن ما حدث فى يناير له جنوده، وسوف يستمر الطوفان حتى تتطهر وتتحضر مصر. جنود وأبطال ثورة يناير فخورون كل الفخر بما فعلوه، ويشرفنى أن أكون منهم، وكل ما يحدث اليوم ليس أكثر من فصل تافه يقوده بعض من لا يعرفون أن نهايتهم قريبة، قريبة جداً.

أترككم مع المقالة:


أقر وأعترف وأنا بكامل قواى العقلية والنفسية أننى لم أحترم الرئيس المخلوع مبارك فى أى يوم من أيام حياتى، حيث إننى اعتبرته امتدادا للرئيس السادات، وهو ما دعانى إلى عدم الاعتراف بشرعيته التى جاءت عبر آلاف الصناديق المزورة، وعبر بوابة الخضوع للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية. كما أقر وأعترف بأننى قد حَرَّضْتُ الناس على الخروج عليه بكل الطرق الممكنة، وأننى قد كتبت فى ذلك عشرات القصائد، وأننى عملت فى العديد من التنظيمات السياسية، وبذلت فى ذلك من وقتى وجهدى قدر ما أستطيع. وأقر بأننى كنت واحدا من الذين دعوا لمظاهرات يوم الخامس والعشرين من يناير 2011، وأننى كنت مع المعتصمين منذ يوم 28 يناير، وحتى خلع مبارك، وأننى فعلت كل ما فى وسعى لكى يستمر هذا الاعتصام بنجاح ينتج عنه انهيار نظام مبارك.


أقر وأعترف بأننى حاربت نظام المخلوع لأسباب وطنية خالصة وليس لأى سبب شخصى، وليس لأى مطمع أو طموح فردى. أقر وأعترف بأننى غير نادم على ما فعلت، وأننى فخور بما فعلته كل الفخر، وأن مشاركتى فى ثورة يناير هى أهم ما فعلته فى حياتى كلها، ولو عاد بى الزمن ألف مرة فسوف أكرر ما فعلته دون أى تردد. قد يسأل القارئ الكريم: لماذا أعترف بهذا الآن؟ الجواب: لأن فى الأفق بعض الغبار، وقد يحدث انتصار مؤقت لأعداء الثورة، وقد تبدأ الثورة بالتهام بعض أبنائها، وأنا أفضل أن أصعد إلى حبل المشنقة فخورا بما فعلته، على أن أعيش دقيقة واحدة معتذرا عن أجمل وأجلِّ ما شاركت فيه. كنا فى عهد مبارك نرى أغلب الناس يهربون من أى موقف يصنفهم كمعارضين، وذلك خوفاً من أجهزة الأمن، وكان بعض من أعرفهم يتجنبون أن يسلموا علىَّ خوفاً من أن يكتب ذلك فى ملفاتهم.

بعد ذلك أصبح الجميع يحاول أن يثبت أنه كان من المعارضين لنظام مبارك، حتى إن بعض رجالات النظام بات يمثل دور المعارض الشرس! الآن، وبعد أن نجحت محاولات البعض فى الوقيعة بين الثورة والناس يحاول بعض هؤلاء التراجع عن مواقفهم. أما أنا فأحب أن أسجل اعترافاتى، سواء كانت ستوصل للمجد أو للمشنقة !

المقال السابق

أوهام اللحظة الحلوة

المقال التالي

لمـاذا هتفوا؟

منشورات ذات صلة
Total
0
Share