إعلان فبراير… شباب الثورة ضد الاستبداد

المقال منشور بجريدة عربي 21 بتاريخ 27-02-2016

أعلنت اليوم السبت السابع والعشرين من فبراير 2016 مجموعة من شباب ثورة يناير من عدة اتجاهات اصطفافا عمليا في وجه الاستبداد، فوقف هؤلاء الشباب رغم اختلاف اتجاهاتهم في مشهد واحد، يقولون بملء أفواههم \”آن أوان العمل لمواجهة حكم العسكر، ومقاومة الاستبداد، وتنحية الخلافات السطحية، من أجل تحقيق الأهداف العادلة للثورة\”.

إنها فرصة جديدة، لتحقيق اصطفاف ثوري راشد، يجمع شباب الخارج بعضهم وبعض، ويجمع شباب الخارج والداخل أيضا في عمل مشترك هدفه إنهاء حقبة الحكم العسكري التي امتدت ستة عقود.

إعلان فبراير ليس كيانا جديدا يضاف إلى كيانات كثيرة، بل هو تعبير عن تيار موجود داخل سائر الجماعات السياسية، وسائر الأحزاب، في داخل مصر وخارجها.

إعلان فبراير يحاول أن يعبر عن هذا التيار، ويحاول أن يوحد هذا التيار، وبالتالي هو لا ينافس أحدا، ولا يقصي أحدا، وليس بديلا عن أحد، بل يملأ فراغا كبيرا دون أن يزاحم الآخرين في أداء أدوارهم، يتكامل مع الآخرين دون أن تنازع.

الخطاب الأخير للسيد عبدالفتاح \”سيسي\” يثبت أن هذا المعتوه مرعوب، وأن الأرض تهتز تحت قدميه، وأن علاقاته الخارجية في خطر، وأن أزماته الداخلية أكبر من قدراته على البطش.

ولكن تظل المشكلة الكبرى في مناهضي الانقلاب، ما زالوا متفرقين، وما زالوا غارقين في أحداث الماضي، يجددون الصراعات كل عام، وكل فصيل يصر على تشويه المختلفين معه.

هذا النزاع السطحي بين مناهضي الانقلاب يعفي الحكم العسكري من خوض المعركة الفاصلة، ويمد في عمر النظام، ولو أن معارضي النظام في مصر اتحدوا لسقط هذا النظام في عدة أيام.

هذه محاولة من شباب الثورة لتوحيد كل من يرى ضرورة إنهاء الحكم الاستبدادي في مصر، محاولة شبابية لصياغة مشروع يجمع ولا يفرق… نسأل الله أن يوفق القائمين عليه، وأن يجمع القلوب لتنظيم العمل ضد هذا النظام الذي أودى بمصر إلى الهاوية.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين…

بسم الله الرحمن الرحيم                              إعلان فبراير

نحن مجموعة من شباب مصر الذين عاشوا تجربة ثورة يناير العظيمة، آلامها، وآمالها، أحزانها، وأفراحها، كبواتها وانتصاراتها.. ثورتنا المستمرة رغم كل شيء!

نحن مجموعة من الشباب الذين شهدوا مجازر العسكر في معركة الجمل، وماسبيرو ومحمد محمود، ورابعة، والنهضة، وبورسعيد والدفاع الجوي ورمسيس والقائد إبراهيم، وسائر مجازر العسكر بحق المصريين في كل ربوع الوطن من 28 يناير 2011 إلى الآن.

والآن، عادت قوى الاستبداد لاحتلال ميادين الحرية، وأصبح السفاح الذي أشرف على أكثر من مجزرة رئيسا للجمهورية، وأضحى فلول النظام السابق أغلبية البرلمان، فيما عاد الذين أشرفوا على كل تلك المجازر إلى مناصبهم في كافة الأجهزة الأمنية، أو كفل لهم النظام خروجهم الآمن سالمين بما احتملوه من جرائم وآثام في حق الشعب المصري.

أما الثوار الذين صمدوا في الميادين وناضلوا من أجل حقوق المصريين، فهم بين شهيد ومعتقل ومطارد في وطنه، ومشرد في منفى إجباري.

نحن أبناء هذه التجربة القاسية، نعلن أن معركة الثورة لم تنته، وأننا كما أخرجنا من الميدان في يوم الخامس والعشرين بالقوة ثم عدنا، سنعود مرة أخرى، قريبا!

نحن هنا لنعلن الآتي:

أولا: الاستمرار في بذل الجهود، دون يأس أو ملل، لتحقيق الاصطفاف الفعلي على مبادئ يناير وتجاوز الخلافات والمعارك الصغيرة بين الأفراد والكيانات التي تؤمن بها.

نمد أيادينا إلى المناضلين الصامدين في الداخل، ونتعاون مع هؤلاء الذين اضطرتهم سلطة الانقلاب العسكري إلى الخروج، ونحترم تجربة من سبقنا وخبراتهم، ونطلبها، ونقدرها، ونستضيء بها، لكننا نرى أن جيلنا قد أنضجته تجربة السنوات الماضية، وآن له أن يكون في صدارة المشهد.

ثانيا: نعلن أن طريقنا هو طريق ثوري جماهيري، ونؤكد على أن سلمية الثورة هو طريقها الصحيح والوحيد، وأننا لن نقبل بأن يجرنا إرهاب النظام الحالي إلى مستنقع العنف، الذي لا تحتمله الثورة، ولا يحتمله الوطن، ولا يريده سوى النظام القمعي، الاستبدادي، الذي يقتل مواطنيه!

ثالثا: طريقنا هو الحفاظ على وظائف الدولة لصالح المجتمع، صاحب السيادة والشرعية والحق في تقرير المصير، طريقنا هو بناء دولة يناير، ونحن نرى أن الحفاظ على حقوق العاملين والموظفين لا يتعارض بحال من الأحوال مع إعادة هيكلة المؤسسات بشكل فوري وحاسم، لتطهيرها من الفساد والتخريب حتى تؤدي دورها الوطني المنشود في المستقبل.

رابعا: نتواصل مع حراك الداخل، ونحاصر مصالح النظام المستبد في الخارج، كما نتواصل مع محيطنا الإقليمي والدولي، ونمد أيادينا إلى سائر المهتمين بقضايا تحرر الشعوب لمناصرة قضيتنا العادلة.

خامسا: لا نبكي على لبن مسكوب، ولا نعيش في أوهام المظلوميات العقيمة، بل نعتبر أن مظالم المجتمع المصري وحقوقه كلها دون تفرقة أمانة في أعناقنا

سادسا: هدفنا إقامة دولة القانون، الحق لا الثأر، والعدالة الانتقالية لا الانتقامية.

سابعا: لقد تجاوز الحكم العسكري مرحلة القضاء على الثورة إلى مرحلة القضاء على الوطن ذاته، وظهرت عمالته الفجة للعدو الصهيوني، ومجاهرته بها، وتجاوزه لثوابت الشعور الوطني، والأمن القومي المصري، لذلك نرى ضرورة التحرك السريع لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق على يد جنرال معتوه، ونرى أن واجب اللحظة الراهنة هو الحفاظ على مصر قبل أي شيء آخر، وندعو كل من يستشعر هذا الخطر الوجودي إلى مؤتمر وطني جامع، للوصول إلى خطة إنقاذ الوطن، ومشروع لدولة يناير يتوافق عليه الجميع.

ونقول لكم: 

آن لهذا الشعب أن يحظى بحاكم عادل، آن لفقر المصريين أن ينتهي، آن لكل عامل وفلاح وموظف وطبيب ومهندس ومهني وطالب ومدرس أن يحصلوا على نصيبهم العادل من ثروات بلادهم، وآن أوان القضاء على احتكار أولي الأمر للثروة والسلطة.

عاشت مصر… عاشت ثورة يناير

رابط المقال على موقع عربي 21 

المقال السابق

الاصطفاف خلف مشروع لا شعارات

المقال التالي
Video featured image

عبد الرحمن يوسف يلقي البيان التأسيسي لإعلان فبراير

منشورات ذات صلة
Total
0
Share