أين الرئيس الشرعي؟

المقال منشور بموقع عربي 21 بتاريخ 25-06-2017

ما الجريمة التي يمكن أن يقترفها رئيس شرعي لكي يبقى في السجن سنوات طوال دون أن يراه أحد؟ ودون أن يزوره أحد؟ ودون أن يُعرف على وجه اليقين أين هو؟ ولا كيف حاله؟ ودون أن يراه أقرب الناس إليه؟.

الخيانة العظمى؟ التخابر؟ القتل؟ القتل الجماعي؟ مجازر ضد الإنسانية؟

جميع هذه التهم ارتكبها سفاحون كثيرون في تاريخ البشرية القديم والحديث والمعاصر، ولكنهم لم يحرموا من حقوقهم كمتهمين، حقوقهم كبشر !

سمعنا عن جريمة الاختفاء القسري، وهي شيء بشع، ولكنه أمر يحدث لآحاد الناس، أو حتى لسياسيين، ولكن لم نسمع عن اختفاء قسري يحدث لرئيس شرعي يحكم دولة عضوا في الأمم المتحدة، ولها علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والعسكرية بسائر الدول العظمى.

مسؤولون دوليون حاولوا رؤيته والاطمئنان عليه … وفشلوا جميعا !

بعد اختفاء الرئيس الشرعي عن المشهد تدهورت أحوال البلاد، وانهارت أحوال الشعب الطيب الذي لا يعرف عنه إلا الطيبة والاحترام والعراقة، وأصبحت ثروات البلاد مهددة، وأصبحت الدولة لا هم لها سوى إيذاء الجيران، والتعاون مع كل قوى الشر من أجل كبت الشعب، وإيذاء الشعوب المجاورة، والتعاون مع أعداء الأمة العربية والإسلامية ضد مصالح الأمة وثوابتها.

يمر رمضان بعد رمضان، ولا أحد يعلم أين الرئيس الشرعي !
يمر عيد خلف عيد، ولا أحد يزوره !
ها نحن في عيد جديد ولا أحد يعرف ما مصير الرئيس الشرعي.
من الذي اختطف الرئيس وانقلب عليه؟
لقد انقلب عليه أقرب الناس إليه، وأقرب المؤسسات له.
المؤسسات التي يفترض أن تحمي الرئيس … انقلبت عليه، واحتجزته، ومنعت عنه ضوء الشمس.
تتردد أخبار عن تدهور صحته، بل تحدثت بعض الشائعات عن وفاته.

في زيارة لأحد رؤساء الدول منذ فترة أصر الرئيس الزائر على رؤية الرئيس الشرعي، فما كان من السلطات المنقلبة المغتصبة إلا أن عاملته بصفاقة، وضربت بطلبه عرض الحائط، فغادر الرئيس الزائر، وهو لا يعلم أي شيء عن الرئيس الشرعي.

تتفاقم المشاكل الإقليمية منذ اختفى الرئيس الشرعي الحكيم، وذلك بسبب أن من استولى على الحكم – بشكل غير شرعي – يحاول بشتى الطرق إثارة الاضطرابات لتنفيذ مخططه الجهنمي، وتغيير خريطة المنطقة، على أمل أن يصبح هو وكيل الاستعمار في منطقته.

لا يوجد ما يدل على أن الرئيس الشرعي قد تنازل عن الحكم أصلا، ولا يوجد ما يدل على أن المتحكمين في الأمر الآن لهم أي شرعية قانونية، إنهم يحكمون بقوة السلاح … بقانون الغاب …!

انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد أصبحت فوق المحتمل، بل فوق الخيال، عمليات غسيل الأموال القذرة، التدخل المخابراتي في الشؤون الداخلية للدول، والتآمر على الشعوب الشقيقة والصديقة، ودفع المليارات لعصابات شبيحة وميليشيات مسلحة بهدف إثارة الاضطرابات، وإسقاط الأنظمة … كل ذلك يحدث وبتكلفة مئات المليارات، والرئيس الشرعي في محبسه لا يعلم شيئا.

أتحدث عن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس الشرعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ذلك الرئيس الذي اختفى تماما منذ عام 2014، ولم يعرف حقيقة دوره في الحكم منذ عام 2010، بل ربما قبل ذلك … تذكرته على الفور حينما قرأت مطالبات دول الحصار التي أُرسلت لدولة قطر !

هل يمكن أن تتضمن بنود الصلح الخليجي – إذا تم صلح قريب – أن يوقِّع هذا الصلح الرئيس الشرعي لدولة الإمارات؟ 

لا أحد يعلم ما شرعية من يتحدث باسم دولة الإمارات اليوم؟ ولا أحد يعلم ما رأي الرئيس الشرعي لدولة الإمارات في كل الملفات التي يديرها من لا يملك شرعية الحكم أصلا !

الشيخ خليفة بن زايد أكبر أبناء الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله … رجل حكيم، ولا نظنه يوافق على ما يحدث اليوم من أفعال صبيانية ترتكب باسم دولة الإمارات، فلم يعرف عنه – وهو في مجال السياسة منذ ستينيات القرن الماضي – سوى الانضباط، والتعقل.

إن مشاكل منطقتنا العربية اليوم تكاد تتلخص في حكم من لا شرعية له، وإقصاء من له شرعية الحكم (لا فرق في ذلك بين بيعة المُكره والانقلاب العسكري) … نرى ذلك في غالبية الدول العربية، وتذوق الشعوب جحيما لا مثيل له بسبب استيلاء من لا يحق له على الحكم، لذلك لا يمكن أن نتغافل عن مطلب عادل للشعوب يتلخص في شرعية الحاكم.

أيها السادة … إنني أتحدث عن الرئيس الشرعي لدولة الإمارات العربية المتحدة ! أخبرونا أين هو؟ هل هو حي؟ مريض؟ 

هل هو راض بما تفعله هذه الدولة في جيرانها … بل في المنطقة … بل في العالم كله؟؟؟
أجيبونا يرحمكم الله !
 

رابط المقال على موقع عربي21

المقال السابق

أحوال الجزر وأشباه الجزر في منطقتنا

المقال التالي

الأيام المُلْتَبِسَة في الثورة المصرية

منشورات ذات صلة
Total
0
Share