بسم الله الرحمن الرحيم
“مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً “
صدق الله العظيم
في فجر هذا اليوم اختلطت دماء العرب بدماء إخوانهم في الإنسانية من شتى أصقاع الأرض …
في فجر هذا اليوم اختلطت دموع الفلسطينيين بدموع العرب والعجم حزنا على كل من سقط شهيدا أو جريحا في معركة من طرف واحد ، نفذها كالعادة جنود جبناء ، يحركهم قيادة خسيسة …
في فجر هذا اليوم اختلطت هموم الشرق بهموم الغرب ، فاتضح أنها هم واحد ، وهي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، تحت دعاوى عنصرية لا معنى لها …
في فجر هذا اليوم لم يختلط الحق بالباطل ، بل ظهر الباطل وهو يمتشق أسلحته النارية ، ويطلقها على الحق بكل غرور ، وكالعادة ذهب الباطل مطأطئ الرأس ، و وقف الحق منتصب القامة كأنه الشمس …!
وإنني أحب أن أسجل هنا عدة نقاط مهمة :
أولا : أن ما حدث مع أسطول الحرية اليوم لم يكن ليحدث لولا تواطؤ ٍ عربي رسمي كامل ، وأول المتواطئين هو النظام المصري ، الذي أصبح مبرر وجوده الوحيد هو الحفاظ على أمن إسرائيل .
ثانيا : أن الحصار على غزة سينكسر ، والأمر مسألة وقت لا أكثر ، وما يظهره النشطاء المهتمون بالقضية في كل أقطار العالم أصبح ظاهرة تستعصي على الاحتواء ، ولا تستطيع إسرائيل أو أمريكا وقفه بأي شكل من الأشكال .
ثالثا : أن الشعوب العربية أصبحت بركانا على وشك الانفجار ، وحين ينفجر هذا البركان لن تستطيع قوة في الأرض أن تحتويه ، مهما استعانت بأمريكا أو بإسرائيل .
رابعا : إنني أدعو كل شباب مصر وكل شباب الوطن العربي إلى الاحتجاج في كل البلاد العربية بكافة الأشكال الممكنة ، في إطار سلمي ، لكي نثبت للحكومات العربية أنها قد تخاذلت كما اعتدناها .
خامسا : إنني أدعو جميع الحكومات العربية إلى أن تستحي ، وذلك بأن تترك الفرصة للشعوب لكي تختار من يحكمها بشكل حضاري ديموقراطي ، وإنني أحذر من أن عدم الاستجابة ستكون له أوخم العواقب .
والله يسدد الخطا
الشاعر عبدالرحمن يوسف
